الخميس، 4 يوليو 2013

نحن أهل الوطن/المقال الفائز بالمركز الثالث لمسابقة شبكة أنباء العراق الدولية



المقال الفائز بالمركز الثالث لمسابقة شبكة أنباء العراق الدولية
نحن أهل الوطن
بقلم سمرالجبوري

30/6/2013م


أن نتحدث مع المثقف والباحث وأصحاب الأطاريح والمقترحات السياسية والاجتماعية التي من شأنها رفع مستوى الحديث قياساً على المحدث من جهة وعلى النتيجة من جهة أخرى، نعتبر إن هذا ضمن العلم والأمانة بغض النظر عن انتمائية المتحدث والأسلوب الذي اتبعه في سياق الموضوع وفي كل الأحوال تبقى المدنية واستيعاب المداخلات من أهم ما يتميز به كل معطي ومتلقي يُنسب للأدب والثقافة وأيضا للياقة العامة في إمكانية الفرد من أقواله وردوده على الأقل، ولكن ماذا سيرد المثقف والأديب والكاتب عمن يفتي بما لا يعرف ولم يبحث فيه بل اكتفى ببناء كل ما عشعش في رأسه اعتمادا على وسائل الإعلام أو صدق وتصدق مِن طرف واحدٍ او على أطراف متناقضة في أصول الموضوع ؟!
وهكذا نعود على بدء موضوعٍ لربما يكون ساذجاً أكل الدهر عليه وشرب بالنسبة للعراقيين ولكن ما أن يصل الى بعض العرب مع احترامنا لعروبيتهم حتى تفيقهوا وتعتعتوا بما لم يعيشوه ولم يعلموا مساراته الأساس ومناهجه ثم إلى التهميش والتغابي عن حساب الأهم وحساب النتائج التي باتت من الوضوح مما لا يخفى على جاهل فما بالك بالمثقف والأديب، فمسألة (صدام والبعث) كانت حقبة من أشد الحقب عتمة على العراقيين والعرب جميعا رغم كل التماعاتها الإعلامية المفبركة وأيضا رغم إن بعض العراقيين أنفسهم كانوا كما رأينا وسمعنا يعيشون كالملوك إبان تلك السنين وهذه إحدى المفارقات الواجب البحث فيها لنلم شتات الأمر، فضلا عن الكثير من التقاطعات التي رسمت خطوطا لا تقبل الشك بأن على العربي بالذات أن يعتني بنفسه حين يمر بها ليتبين أسباب تلك المتضادات في بعض أعمال الحاكم والتي لا تختلف كثيرا عما كان يفتي به بعض الحكام العرب مثل ألقذافي الذي كانت هوايته ارتجال مشاهد التسلية للحكام العرب بمسرحياته الهزليه، في حين انه كان يساند إيران إبان الحرب العراقية الإيرانية من جهة وبنفس الوقت يقوم باختطاف احد مؤسسي حزب الله اللبناني من جهة أخرى ،على ان حزب الله اللبناني كان وما يزال متهما بمرجعيته لإيران، وبذلك وكما تبين لاحقا نجح القذافي في حيلة الإيهام المذهبي بالنسبة لشكله الجميل أمام زملائه الحكام العرب وأيضا ليلفت النظر بأنه هناك بطل آخر من نوع آخر وليس فقط (صدام) أو كما فعل (مبارك) حين كان يحاول أن يقنِع (صدام) بالتخلي عن غروره وعنجهيته بقوله (دي أمريكا يصدام) إشارة منه بتذكير الأخير بما تعني أمريكا بالنسبة لهم وبنفس الوقت يقوم بفتح المجال للبارجات الأمريكية بأن تستقر على سواحل البحر الأحمر لتضرب العراق بصواريخ لم يسقط أحدها على حد علم العراقيين على معسكر أو ثكنة عسكرية بل كانت صواريخ أمريكا المعربة تتساقط على الأحياء السكنية و البنى التحتية من كل صوب وبلا حساب، على إن (مبارك) بهذه الحكمة أيضا حقق هدفين أولهما أثبت بما لا يقبل الشك على مدى عروبيته وثانيا أثبت ولاءه المطلق والطاعة لأمه أمريكا،
• الأمثلة تطول لذا نجد ان بعض الحكام في الخليج تدارس كل هذه المواقف وبدا وكأنه تحصن فيها ومنها فيما صدروه لاحقا لبعض أوطاننا ولولا علمهم بسذاجة عقول بعض من فُرض عليهم الجهل لما تجرأوا وتحالفوا مع الأعداء الحقيقيين لأوطاننا ولما نجحوا في بث سموم الصهاينة والغرب في جسد الوطن الواحد والذي بدأت أخطار صحوته عليهم وعلى أسيادهم منذ إزاحة ما يسمى بالنظام الأشد قبضة على شعبه وهو (نظام البعث ألصدامي) فحين توجس بعض الحكام خيفة أن ترفع كل الستائر عما كان يحدث في العراق وما حدث لاحقا من تغير جذري، كان لعنوان (صدام والبعث) خصوصية في أن يتبنوه ويحتضنوه بأسرع ما يمكنهم وبكل ما يكلف من نفط وقواعد ومكائن اعلامية وكل ذلك ليس حباً بصدام والبعث كما يهيأ للمتلقي فقد كانوا هم أنفسهم شركاء بالحرب على العراق وصدام، بل ليستدركوا كراسيهم أن لا تسقط بأن يعملون كل ما بوسعهم لإسناد البلبلة بين الأمة الواحدة بأن يجعلوا العرب تحت الأمنيات بأن يمدوا بعض المنظمات المشبوهة لتبقي على اسم البعث كيانا يخوض في واقع بعض الدول العربية، بينما هدفهم الأساس هو تجنيد الفكر العربي ليكون أبعد ما يمكن عن الحقائق التي وقعت على الأرض وبالتالي تغييب ما كان يجدر أن يعرفه كل عربي بكل التفاصيل ومن جهة أخرى وجدوا بأن الفتنة هي الأسرع لتهشيم وحدة الصف العربي والإنساني في أوطاننا وهذا ما تبين جليا من فتاوى بعض (المتأسلمين) وأيضا في الطَرقِ على الفتنة الطائفية وغيرها من أمور أخذت محورا يتمدد عليه حكام الخليج وأسيادهم على حساب الدماء العربية وعلى مرأى ومسمع ممن يسمون أنفسهم مثقفين.
المثقفون المدللون ان صح التعبير يكونون على ود وقرابة مع الحكام ومع بعضهم البعض بينما تكفر الشعوب بعضها البعض وهذا نفسه يحصل بين الحكام المتناقضين فقد رأينا أكثر من مرة كيف إن الرئيس الإيراني يجلس بحميمية مع الملك السعودي حيث يدار الحديث مدار الصداقة الإقليمية والتعاون في شتى المجالات..
أما عن البعث وصدام فليس من بيت في العراق لا يعرف حقيقة الأمر حتى انك ربما تجد في نفس البيت من كان محبا لصدام وآخر معارض له ويبقون هم الأدرى من كل القياسات والتحليلات والآراء التي تُصدَر للعراق عبر (ماكنات العرب الأمريكية والمستثقفين) وإنهم الأقدر على بناء وطنهم والحفاظ على وحدة ترابهم من أي مسمى آخر ، يبقى أن ندرج بعض الحقائق التي ربما غاب عنها بعض المغررين بالعناوين والفتن ولنبدأ بقرار صدام بتأمين طائرات العراق الحربية والمدنية في ايران إبان حرب الخليج الأولى وكما يلي:
(12)- طائرة ميج 23
(4)- طائرات ميج29
(4) - طائرات سوخوي 20
40)-) طائرة سوخوي 22
(24)- طائرة سوخوي 24
7 )-) طائرات سوخوي 25
(24) -طائرة ميراج
5 )- )طائرات فالكون
( 1 )-طائرة حيت ستار( نقل)
5 )-)طائرات بوينك ( نقل )
(15) - طائرة اليوشن 76 ( نقل)
2 )- )طائرة بوينج 747
1 )- )طائرة بوينج 707
2 )- )طائرة بوينج 737
ويكون أجمالي الطائرات 146 (طائرة!!!)
والسؤال هو:لماذا أختار صدام تأمين طائراتنا في ايران؟ وهل حقا ستنطلي تبريرات البعث الخارج الآن على العقل السوي بأن صدام لم يؤمن الطائرات في الأردن أو أي دولة عربية لأن إيران بعيدة عن مرمى الطائرات الأمريكية ولن تستطيع أمريكا أن تصل إليها هناك!
ثانياً :موضوع دخول الجيش العراقي لدويلة الكويت.
وهنا ومما لايقبل الشك لأي باحث ان يدرك جيدا ان بين الشعبين العراقي والكويتي أواصر تاريخية وتراثية متجذرة إضافة الى امتداد الأصول العشائرية والقرابة بين قبائل العراق والشعب الكويتي و أيضا ان الكويت كانت يوما جزءا لا يتجزأ من محافظة البصرة لكن صار ما صار وأصبحت الكويت من قضاء إلى دويلة ، الأهم من ذلك إن الشعب الكويتي شعب مسلم ولم يكن له يد فيما جرى بين الحكام الذين تضاربت أسباب الخلاف بينهم تارة عن سرقة النفط العراقي من آبار قرب الحدود أو لأن حاكم الكويت تعمد سب الماجدات العراقيات أو لأن انقلابا قام من بعض الضباط الكويتيين والنتيجة القرار بالدخول إلى الكويت واستباحة أرضه وتعمد التخريب والنهب من قبل ما يسمى (الحرس الخاص والجمهوري للرئيس صدام )، فبأي الأعراف أو القوانين يمكن تبرير هذه الأعمال والممارسات ولا أدري ان كانت الشجاعة هي أن نقتتل بيننا ونتسالب حقوقنا ،وبأمر من ولأجل من؟؟؟
ثالثاً قضايا حقوق الإنسان في العراق وتداعياتها من جراء التعتيم على أسباب استشهاد العراقيين بالآلاف وطمرهم في مقابر جماعية إضافة إلى التهجير واستخدام الأسلحة الكيماوية والجرثومية وقطع الألسن والأذان والأيد ولأسباب لا تمت للأعراف والقانون بصلة، وغيرها من أمور لم تحدث في أي بلد في الكون والدلائل على ذلك مازالت حية وكثيرة .
رابعا والأهم:هو عدم ملاحقة الأمريكان للمدعو (عزة الدوري) رغم انه ضمن قائمة المطلوبين مع صدام، والسؤال ماهية الخاصية التي يمتلكها عزة الدوري مما يجعله معفيا من أمريكا واليهود ومدللا هو ومن تبعه من بعض حكام الخليج؟؟
خامساً:ماهيةْ ومصدر تمويل المنظمات البعثية خارج العراق، فهل فكر المستثقفون بالأموال التي تبذل لأجل التغرير بالشباب العربي وملء رؤوسهم بالعداء والتسويف لأجل لاشيء سوى الإبقاء على الفرقة والقطيعة بين أبناء هذا الوطن الواحد، فمن أين مصدر تلك الأموال وما هو المراد من نتائجها على المجتمع العراقي والعربي ؟؟
سادساً مسألة ضرب صدام لإسرائيل بالصواريخ !والسؤال هو:هل كان من المهندسين العراقيين من ليخطيء الاهداف بتلك النسبة التي يعتبرها الكثير من ضباطنا الأكفاء :خرافة في أن تنحرف الصواريخ عن أهدافها بمئة مترا أو خمسين أو أقل أو أكثر؟؟؟ ولمن لم يعرف كفاءة الجيش والجهد الهندسي العراقي فليبحث قبل البت في الموضوع ، وما هو الهدف الحقيقي من كل ذلك ؟؟
أخيرا أقول لكل من تسول نفسه أن يتطاول على العراق أرضا وشعبا: إن كنا بعثيين أو غير بعثيين، نحب أو نكره صدام تلك أمور لم تكن لتوقف تقدمنا أو لتجعلنا يوما نتخلى عن أهلنا وأرضنا وحبنا لعروبتنا ولانتمائنا الإنساني فلنا أسبابنا ونحن الأعلم بما عشناه والأقدر من أي دولة أو نظام على أن نرمم ما تصدع في وطننا ولأننا نحن من علمنا الوجود أن يكون فنحن الأبدى بالتقدم ونسيان صفحات الماضي وبناء مستقبلنا الآتي على أتم ما مايمكننا من إيمان وإصرار

ليست هناك تعليقات: