الثلاثاء، 21 مايو 2013

مقدمة ديوان الشاعرة المغربية نجاة الكاضي


مقدمة ديوان الشاعرة المغربية نجاة الكاضي ( وبقي شيء في القلب ) للناقدة العراقية سمر الجبوري .

من بين أوردة انتساب الروح وبين الغربة التي ماقد ألوم إن غيرت انسان وجدت في شاعرية وروح الشاعرة نجاة الكاضي ما أكاد لأنفي بأنها تعيش في فرنسا لما وجدته حاضراً مستنيرا من وحي أبيات قصائدها المسكونة بالزخرفة الأندلسية تارة وبخصب اللون العربي فيما تقدمه، فللمتأمل في تراتيلها أن يعيش مانعيشه في بلداننا كليا دون التأثر السلبي أو امتزاجات التلون في بلد الاقامة رغم ان نمط الإمتزاج يعد نوعا أدبيا بين الآداب والحضارات ..وكأنها اختارت أن تكون عربية بكل تفاصيلها وهذا مالمسته في عدة قصائد، والأكثر وضوحا في قصيدة "عربية أنا"قولها :
عربية أنا
أتيت من اليمن
إلى الشام إلى المغرب
كل هذه الأوطان وطني
عربية اللسان أ نا واللون
عقيدتي حطمت كل الاوثان
فحين يكون للشاعر عديد الخيارات ثم يختار أن يكون كما هو فذاك من ثقة يعود لصحة الأصل والثقافة المتلقاة وشاعرتنا المغربية الدم والتعبير كانت ومازالت جديرة بتلك الإنتماءات بل تعدتها الى تقييم روح المرأة العربية وشمول حريتها في أن تكتب القصيدة كمنهج تؤمن بأنه الطريق الأصوب لتكوين صفاة المرأة التي يجب أن تكون ويتجلى ذلك من خلال مطلع قصيدتها" سيدة الفكر" حيث تقول :
سيدة الفكر
أنت يا سيدة الفكر
تمردي و ثوري
واجعلي من وطنك
عقد لؤلؤ وفيروز وزمرد
كوني كما شئت و لاتركعي
وحواجز الوجود كسري
على دائرة اللا حدود تربعي
للعلا إسعي و ترفعي
وعلى حريتك لا تساومي
وأيضا لتؤكد بعض ما تمر به المرأة في كل أوطاننا حيث تُرجع الحكمة الى اقُصور الواضح في تأخر الثقافة الإجتماعية حين تصف شعور المرأة العاشقة وذلك حين تقرر ان لا منطق للحب ، وهذا مانلاحظه واضحا لدى المقدَم الفلسفي للحاضر الإجتماعي العربي فبرغم تقدم الدول والإداب والمباهج الإعلامية حتى في بلداننا العربية لكنه مازالت روح المرأة تنشد الحرية في أن تكون كما تحب وكما تتأمل أن يكون حبيبها ، وتُبيّن ذلك من خلال وصف الحب المطلق بالنمط العروبي الشفاف والجريء والذي بدا واضحا من خلال قصيدتها " لامنطق للعشق" التي أثبتت من خلالها شيئين مهمين وهما التأكيد على ان المرأة العربية مازالت تنتمي لوطنها ومدينتها وبيتها الذي كان واستمر بزرع الجمال والحنين والفناء في العشق الروحي وهذه الصفاة كان قد أعابها الغرب وفي فرنسا بالذات ، فبدلا من ان تصبغ حبريراعها بما يعتبره بعض النقاد تطوراً أكدت برشاقة بأن العشق العربي هو الأول والأوضح والباقي بعد فناء كل المسميات الأخرى له أن بالغرب أم بالمتلونين بغير حضاراتهم
أما الشيء الثاني والأهم فقد بيَّنت شاعرتنا نجاة الكاضي بأن الخلل في فهم روح المرأة العاشقة يقع تحت طائلة تأخر مفهوم الحياة عند الرجل العربي وهذه نقطة أعتبرها حساسة وجديدة الطرح :ولنقرأ في "لامنطق للعشق:
لا منطق للعشق
ياليتني شيء بمعصمك
ياليتني خيط بثوبكَ
أشدو وأغني نشوة بقربكَ
إشتقت إليك فخبرني
كيف هجرت من لا يُهجر
أم لعبت بك و بي أنامل القدر
على أوتار الحزن أعزف اليوم ألمي
أترجم صمتي و كلماتي
أسأل حرفي عن وجعي
وقصائدي عن آهاتي
تجيبني آناتي من ثقوب ذكرياتي
وطرقاتك المستحيلة الممرات
فأصبحت أعد أيام الإبتعاد انتظارا
فكيف أعبر الحدود والأنهار
وأطوي المسافات إختصارا
قل لي كيف تلد حبلى العشق الآهات
وتحملها على كتفها رغم الخيانات
عجبا . لا منطق للعشق أيتها النبضات
..وكل هذا الذي كتبته كرؤىٍ في جماليات روح شاعرتنا الكاضي ماهو إلا قليل مما أكن لها من محبة لشخصها المتميز ومن ثقة بجمال ماتقدمه للأدب من مثل ورقي
سمرالجبوري
شاعرة وناقدة عراقية

ليست هناك تعليقات: