الخميس، 4 أبريل 2013

بقلم خيرة خلف الله /بغداد عربية الوجه ...إسلامية القلب ...إنسانية الرّوح

بغداد عربية الوجه ...إسلامية القلب ...إنسانية الرّوح
الجمعة, 29 مارس 2013 12:08

بقلم الأديبة التونسية – خيرة خلف الله

وهل اللقب بجديد عليها ؟ !!!

كنّا ورودها لثلاثة أيّام بلياليها فتضوّع فينا سُكرها وسحرها وخلبتنا عراقتها

ملأتنا بغداد حتّى ضقنا عنها ،وأسرتنا حتّى ردّد الجوى... كلّ الجوى اسمها وهمسها وووقعها ...

بغداد تلك الفاتنة الجميلة برغم الضّيم الذي لحقها وعربدة التاريخ فوق أديمها

نهضت بغداد لأجلنا وخلعت سوادها عنها لتتزيّن بالتفافنا حولها وعانقتنا أصالتها العربية الباذخة الشّامخة ...

كلّ لحظة تبسط بغداد راحتيها لاحتضاننا خوف الطّارئ ...كلّ لحظة تضمّنا فرق جدائلها الأمنيّة ...كلّ لحظة تأخذنا بين ذراعيها وتتفقّدنا فنتلألأ كالنجوم في سماء شموخها ...نطرب لمقاماتها على نهر دجلة فتخلب وجداننا قهوة عراقية معتقة تجوب نكهتها الزّوراء ومن الرّصافة شرق دجلة إلى الكرخ غربه ...

كلّ همسة تقارئك الشّعر وكلّ شارع يتوسّطه مجسّم شاعر للعراق

هذا الرّصافي وقد نأت به الكلمات حتى إذا أدرك شارع المتنبّي سلّمنا مقاليد التجوال فيأسرنا سحر القوافي ويجرفنا نخب العراق

حتى إذا جنّ الليل وعيينا وما عيى بنا المسير تقابلك مشاوي سمك

ال"كارب "العراقي هذه اللذة العصية على غير العراق ...حيث تقام المجامر فتطالعك فوقها سحائب السّمك المبسوطة الشّطرين في اسطوانيّة تسيل لعاب الوافدين ...



على يمينك أمنيّ وقد تسلّح بعبق الحضارة فيطارحك التاريخ على شوق هادئ ويتصفّح معك الوقائع في فصحى عميقة تزيدها اللهجة العراقية جمالا فتطلب المزيد فلا يشعرون الكدر أو الملل أو حتى مجرّد التعب ،وهم في خدمتك ،وهم رهن إشارتك أسيادا ودودين ،الكلّ كان عاصمة ثقافية في ذاته وبذاته ،الكلّ يحبّ العراق ...الكلّ ساهر لعيون العراق ...الكلّ يشعرك أنّ العراق واحد ...الكلّ رهن إشارتك لأجل أن يؤكّد أن بغداد فعلا عاصمة الثقافة العربية وعروسها ...

للعروبة هناك حقا ثقافة أخرى ،يؤثرن على أنفسهم فلا تبدو عليهم خصاصة

تقّلب على محياهم صفحات بغداد من السومر إلى الآشور مرورا ببابل وتحليقا في العصور الإسلامية الزاخرة تجد أنّ بغداد أشهر عاصمة عربية اقترفت فضيحة حبّ الاستمرار والتواصل ،بغداد المنصور وبيت الحكمة ...

بغداد، لا شيء عليها أغلى من اسمها ،المغنّي في مقاماته يردّد لحن بغداد والشاعر يصافحك وعلى جبينه نخلة وكتاب ،والشّباب كالورود يرقصون الدبكة العراقيّة الأصيلة "الجوبي " فتقتنص الشّفاه البسمة التي كانت على قلق ولكنّهم جعلوها ممكنة على شفاهنا ...

لقد أبدعوا في نحتها كأجمل مايكون رغم الجراحات وويلات المرحلة ...عشنا الحلم البغداديّ كأنبل مايكون وأشهى مانحلم

بغداد تلك الحلوة العربية كلّ شيء كان موقّعا فيها حتّى رقصة "الجوبي" والمقامات العراقيّة ،

بغداد ،جلّنار الوقائع وجوهرة الآداب وأيقونة التاريخ

وأنت تحطّ الرحال في أزمانها الغابرة على عتبات المتحف الوطنيّ تجد نفسك في حراسة أسود "جلجامش" فيرافقك صديقه النصف البشري وقد تشكل أسفله من نصف ثور لينتهي بك حيث ساحة الإله "اورنمو" بحركة يديه التي أسرت الزائرين فنانين شعراء إعلاميين ومثقفين مختلفي المشارب والاهتمامات وأجانب شغفوا بسحر العراق فيتدافعون في محرابه لالتقاط صورة وهم يقلدون حركته الموحية متأوّلين معناها ودلالاتها فتشعر أنك في حضرة قدّاس تليد العصور يواصل بك الرّحلة في ذاكرة بغداد فيصافحك تمثال الملك "بنوخذ نصّر" ومنه تشدّ الرحال إلى حيث عشتار آلهة الحبّ والجمال في تجرّدها العبق ليرافقك

"سرجون الأكديّ" الى حيث "نرامسن" ملك الجهات الأربع ...

ونعود أدراجنا في حماية الوطن العراقيّ وفنونه مترنّمين بتليد المقامات على لسان مطربي جيلها السبعينيّ فتهزّ كيانا نغمات مطربها ياس خضر والرائع سعدون جابر والمبدع حسين نغمه والمرح فاضل عوّاد والرقيقة أمل خضيّر

فتستنتج أنّ الحرب علمتهم الحكمة على معرفتهم أنّ الرصاصة تلغيها

سمر الجبوري

كيف لنا أن ننهي الرحلة البغداديّة دون أن نتجوّل في شاعر المتنبّي وفي أسواق بغداد وحصونها القشلة وما جاوره هذه المآثر العثمانية العابقة بالروعة وقد تحوّلت إلى مركب ثقافي ومتاحف مشرعة التاريخ بعد أن كانت محاكم تفتيش وقلاع حرب زمن القلق فتطالعك الأقواس والطوابق المنقوشة وبعض التحف النادرة هنا وهناك من المكان المطلق الفسيح فتنهض شاهد عيان عما عاشته بغداد من مختلف الحضارات

وليس بالبعيد عنها تقابلك الكتب والعناوين المختلفة وقد افترشت الأديم طوار شارع المتنبي ،كتب ومجلات ومجلّدات من شقي الحضارة تقطف ،احتفاء بالفنّ والثقافة والأدب ...مشهد عريق متأصل في شوارع بغداد ،رغم ما يطالعك بين الفينة والأخرى من آثار دمار تعود لجرح الغزوات المتفاوتة على هذا البلد العريق الذي صمد رغم الدّاء والأعداء كالنسر فوق القمّة الشّماء

فلله درّ العراق ومنحه ما تزدحم به قلوبنا تجاهه من محبة صافية



من الصّعب أن تلمّ بالمشهد العراقيّ من جميع الجهات في خضّم عرسه الثقافيّ البهيج :بغداد عاصمة للثقافة العربية

لذلك اقتطفت لكم بعض الانطبعات النسوية حول هذه التظاهرة

1

في سؤالي لها عن كيف تقيّم أداء المرأة العربية في المشهد الثقافي العربي أجابتني السيدة ليلى ريكاني عضوة مجلس محافظة نينوى ورئيسة لجنة حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني :أن المرأة مازلت حاقدة على المرأة وإلا كيف نفهم ضألة تمثلها في البرلمان والدوائر السياسية ،فلو كانت هذه المرأة واعية بواقعها الاجتماعي والسياسي والجمعياتي لما أتاحت الفرصة المبالغ فيها لشريكها الرجل ،فلكي تكون المرأة أنجع أداء وأفضل تعبيرا عن وجودها ورغبتها في تحقيق طموحاتها لا بدّ من تكثيف دورها ومشاركتها في الحياة العامّة وهذا لايتوفّر طالما أن المرأة تحقد على المرأة ولا تريد لنظيرتها أن تبرز وتتولى الريادة في هذه المجالات



2

الدكتورة كإحسان التدم خبير الملاحن :السودان :
الصراحة بغداد زرتها لأوذل مرّة ولله درّها فقد عبرت عن وجداني ووجدان كلّ الإخوة والأخوات العرب ،زرتها لاول مرة ووجدتها أكثر وأكبر مما تصوّرت ،وجدت الموروث الثّقافيّ الكبير ،وجدت كرم الضّيافة الأصيل ،وجدت الحنكة والحكمة الموروثة والمتجذّرة منذ القدم والرعاية الكريمة لدولة رئيس الوزراء نور المالكي فاستطاعت بغداد ان تحقّق شعارها الذي رفعته :بغداد عربية الوجه ،إسلامية القلب ،إنسانية الروح .هنيئا لبغداد دولة وشعبا على النجاح واختيارها عاصمة للثقافة العربية.

3

الشّاعرة العراقيّة :وفاء عبد الرّزاق تقول :
أجمل من لحظة عابرة ربما عاقر تفتخر بمولودها الولد البكر
وهنا قصدت سنين اغترابي بالعاقر ...
فأنا اليوم أمام بهجة الرّحم النّابض بالحياة حيث أرى عرسنا الثّقافيّ في بغداد عاصمة الثّقافة ،إذ أعادت لنا أملنا المعهود بالعراق الحضاري والثّقافي والدنيا التي تحتوي كلّ معالم الجمال فهي الكونيّة وأنا اللحظة هذه أعيش بحضن هذا الكون

4

الفنانة التشكيليّة العراقية سميرة عبد الوهّاب :تعيش بالسّويد :
تقول بالطّبع أنا أفتخر وأعتزّ بكوني عراقيّة وأزهو لكوني أنتمي إلى هذا البلد العريق ...بلد الحضارات ...حضارة سومر - وبابل وأشور ،جذوري تنتمي إلى هذه الحضارات ،هذه التظاهرة الفنية والثقافية بالنسبة لي هي ثمرة جهود كبيرة فالعراق مهد الحضارة ومهد الإبداع
لذلك يجب علينا جميعا أن نحيي بغداد ،بغداد الثقافة بغداد دجلة والفرات نبغداد الاصالة والعراقة فهي عاصمة الثقافة بحق وحقيقة
أنحني لبغداد حبا وإجلالا وإخلاصا ،من كل قلبي ومن كل جوارحي

5

الفنانة المصرية :وفاء الحكيم،ممثلة تقول :
بغداد عاصمة الثقافة العربيذة احتفاء واجب بعد غياب مرير عن الاحتفاءات الثقافيّة ،لم تغب بغداد عن عيوننا وقلوبنا برجالها ونسائها من الفنانين والفناّنات فإن كانوا رحلوا مرغمين عن أوطانهم فإنهم أناروا كلذ مكان كانوا فيه والعود أحمد سينيرون أوطانهم بعد الرّجوع هذه هي البداية ونتمنى أن تستمرّ في الازدهار

6

الرائعة العراقية الدكتور والشاعرة سليمة سلطان التفلاوي أيقونة كربلاء :تذكري تقول للقمر في ليل بغداد والنخلة التي أصبحت عراقية حين سقط الرّأس

وخيرة التي فتحتها بغداد المحبة بالمحبة فأصبحت عراقية أيضا

7

الشاعرة المغربية ورئيسة رابطة كاتبات المغرب :عزيزة يحضيه عمر
في جوابها عن انطباعاتها حول هذه الفعاليات :بغداد عاصمة للثقافة العربية تقول :طبعا الإعلان عن بغداد عاصمة للثقافة العربية له دلالاته وحمولته ووقعه وخاصة في هذا الوقت بالذات إضافة غلى حضور كلّ الدول المغاربية ومشاركتها في فعاليات الاحتفال علما وأن التوجه الثقافيّ المغاربيذ له وزنه وقيمته استدعى المثقفين إلى عقد لقاء لتسليط الأضواء على قضايانا وانشغالاتنا

8

الصحفيّة العراقية ملاك البراءة بالمكتب الإعلامي لوزارة الثقافة ،هناء محمود تقول عن انطباعاتها حول هذه الفعاليات :
نحن سعيدون بهذه الاحتفالية بأن نشاهد عاصمتنا بغداد بلد الرّشيد وهي عروس الثقافات والتاريخ والاصالة اليوم تزهو ونشاهد إخوتنا يحتفلون معنا بتاريخنا وأمجادنا

9

جنان العراقية مقيمة بالسويد :
البرنامج الثقافي كان أكثر من رائع ،الأجواء كات ثقافيّة وجميلة ،حيث كان تواجد أكثر من شعار ومخرج وممثل ومثقف في مكان واحد
بغداد كانت أجمل وتبقى أجمل عروس تحتضن المثقفين العرب وترعاهم
طيبة أهل العراق تتمثل في استقبالهم الجميل ،عشت لحظات جميلة بين المعالم الأثرية والحضارية الجميلة والمعجزة
أتمنى من الله أن يمن بالأمن والأان على العراق وأهله

10

الشاعرة سمر الجبوري

العراق

كانت أيقونة هذا العرس الثقافي البهيج :الساهرة على كلّ راحتنا ،جنديّة الحرف العميق والإحساس الباذخ ،تلك النخلة العراقية الشامخة في سماء العراق الحبيب ،صعب أن أختزل طيبتها وكرمها ولفتتها الكريمة في توجيه دعوةلنا لنصافح بغداد الرشيد ،بغداد الحضارة والاصالة والآداب ...لن ننسى جميلها بأن حملتنا مسؤولية الإبداع كي نتمثله في عرس عاصمتها ،أجمل من اسمها سمر وأعذب امرأة عربية اقترفت حبّ الشعر والأدباء

تحية عميقة من كل قلب تونسية وعل رأسهم شخصي المتواضع في منحي هذا الحلم الجميل بغداد

ليست هناك تعليقات: