الأربعاء، 19 ديسمبر 2012

الأستاذ والأب والأخ الأبدي :محمد السيد ندا

كان ومازال يرتلُ كلماته روحا يبثها فينا كأبناء وأخلاء بطيبته وإيمانه وأخلاقه التي كانت ومازالت تعلمنا أن نكون أقوى من معنى الرحيل واقرب من نبض القلوب للقلوب ،

نص المُقدمة التي كتبها الأستاذ الشاعر الكبير :محمد السيد ندا بمجموعة

"روحيَّ المُثلى" للأدبية للشاعرة سمرالجبوري

سمر الجبورى سعفة خضراء فى نخلة الشعر العراقى المعاصر

تتماهى مع جيل كامل من شعراء هذا الوطن الشامخ والجريح بعد مامربه من مآس وحرب وتدمير ، ومازال ينشد نسائم الحرية ويفتح نافذة الحق على العدالة التى افتقدها هذا الشعب الأبى سنوات وسنوات

سمر الجبورى إنسانة شاعرة تتمحور قضاياها حول الحياة والموت والقهر وتحرير المرأة من قيود الدهر التى أثقلت كاهلها ، فأكسبتها طابعا مزاجيا حزينا مثخنا بالآلام والجراح ، لكن أنوار روحها الشفيفة تتدفق فتصبغ الألم بطابعها النورانى وتحيله إلى نداء لانهائى إلى الانعتاق من قيود المادة التى تثقل كاهل الإنسان وتجعله مثقل الخطو مكبلا ، فتهب أنسام الروح لتحيل الجرح وردة حمراء قانية تضمخ بعطرها الوجود

سمر الجبورى طائر الجرح المنشد للأبدية نشيد انتصار الإنسان رغم القهر والألم

سمر الجبورى صاحبة لغة خاصة تنحتها من صميم تجربتها الإنسانية بمفردات وتركيبات خاصة لكنها تلقى صداها المؤثر فى الروح مباشرة ومن ثم ينبض بها القلب وتتلقاها المخيلة فتبعث ذبذباتها إلى العقل موجات منفكر رقراق

سمر الجبورى شاعرة فيلسوفة ، وفيلسوفة شاعرة تصدر عنها الفلسفة وحكمة الحياة بتلقائية واقتدار لعمق تجربتها الشعرية وقدرتها الفائقة على ابتكار تراكيب لغوية وفلسفية جديدة

ولنقرأ لها هنا من قصيدة انثى الدموع...

_لبعض حضن....وملاذ لم يتعدى لون ازرقاق القَزَح ِ..وَدوامتي حول اللون....

دقائقٌ :ما تلبثُ في مراميكَ :تضيع

وأضيع

عودتهُ تلك الخمائل من دعائي حيث قرآني ..شراع

عودت موتي أن أكافئهُ ..عيوني ما تخلاها الضِياع

عودت أيامي لتسكنني وأسكنها سراعا يا سراع

وَعوَدتُ ني....أختال بعضي حين بعضي هارب صوب التراتيل الحزينة

حيث تنزفني وآهاتي ...

لأرجع كل مرهْ.....بإنصياع

مع منسكي المسكون خلف جدار البيت في ولَهٍ يجوع

أركِنّي لبعضي لحظة...دار الهوى ما عدت أدرا بي ...أكنتكَ يا ترى

....أم كانت سويعات اللقاء...وداع

ها قد نطقتها :يا وداع

يا جُرمَ أمنيتي لِوحدي.. تؤنبني وشأن رسوخك يا مطاع

اذهب وخذ تشرين يا كم ألف ذبح ٍيومهِ بل كم ألوف جُلتَهُُ عَدَّ المحاريف الصياع

بل خذ رحيق الكفر عني وانزل الطلقاء في جوف ٍ وقاع

وخذ عيوني

ما عدت والنظر البهي على وداد يا عيوني واتساع

و ادركنٍ حيث يُفَصِّلونَ الخامَ من وعد الجياع

أنا هناااااك ...ومنهمُّ...فجر الجياع

فجر السياط على جلود الخلق من ظلم الوِقاع

فجر الرغيف المنتسىْ ...بين الأباط تضمهُ

أنثاَ مرتبة الدموع.

هذه الكلمات نظرة انطباعية وليست دراسة نقدية بالمفهوم التقليدى للمصطلح ، كتبتها تأثرا بما قرأته لشاعرتنا الكبيرة من نصوص ، مع أجمل أمنيات التقدم والنجاح

محمد السيد ندا

شاعر وإعلامى مصرى من جيل الستينات

ليست هناك تعليقات: