الجمعة، 10 أغسطس 2012

( بديهية المنفى)/قصة

( بديهية المنفى)/قصة

من حيث كنتُ لا أدري والآن أدري
وكعادة المساء يُطرز وجهتي أو بالأحرى أتقصى زخرفته منذ أول شعوري بشوقي لأسكنهُ بعد منتصف النهار...أنساق لأدخل تلك الغرفة التي تعمَدت أمي أن تكون بضوء خافت إلا على المكتب وكأنها تؤكِد لي كل يوم من أنها تعرف ما أحتاجه بكل عمري...
حيث لا أصواتَ يمكن أن تُذكَر لتنقلها النافذة من خلف الحديقة ...ولا من ضوء أو عتمة تُبين أني مازلتُ هنا أو هناك بين الناس.....وحدي وأوراقي والقلم
وهنا:تتجرأني ملامحكَ التي مازالت تتوق لأناملي
بعد أ

لف عمر مما يحسب الناس

أتفنن بمكانات وزوايا الحُسن في تعابيرك التي تعودتها ببساطة أكثر من روتين ساعة أصحو وأفرش أسناني وأمشط شعري و كل شيء في حياتي لكني أجدك أكثر حين أحتار باختيار ملابسي و حين أغص بالماء وأختنق والأكثر حين أستغرب نفسي فجأة وأنا بين الناس وذاك السؤال الذي كم يؤذيني:

_ مَن أنا؟ و ماذا أفعل هنا يا الهي؟!

وبأسىً وكثير من رباطة الجأش أجِدُّ بلملمة يأسي..

أكتم وأصمد حتى أعود إلى هنا حيث كلّ نفسي بكل تفكيري

أكتب هذا وأعي تماما ما أنا فيه من حلم لا يرضى إلا بدمي ولون عيوني قدحا ليرتوي به كل فجر ومساء و لا أدري للآن لماذا وبعد كل السنين مازلت أفكر ببضعة أيامٍ كان يمكن أن تمر دون أن تنحتني صنم بلون عيونك,

أنا مؤمنة وأصلي وأعرف ما نوع وقرب علاقتي مع الله، وليس في قلبي شك أو اعتراض باختياره لنمطية وجودي بل أثق بما اخترتهُ أنا لتثبيت وعودي التي قطعتها على نفسي بأن لا أبتعد و مواسم الروح لأكثرَ من كون الكتابة وبقليل أيضا مما أتيح لي من سرد ما لم يتحمله قلبي لبعض القريبين مني والذين تأكدت من وقوع تلك ومضات أيامي على قلوبهم كوقع الخرافة فقرروا أخيراً :أن يصنفون كل ما ذَكرتهُ : على عاتق كفاءتي في السرد والقص بل فُوجِئتُ بإحدى صديقاتي قد دونَت بعض المواقف التي حدثتها يوما وأنا غاضبة من نفسي على نفسي...بأن كتبَتْ بعض الجمل مما تفوهتُ فأكمَلَتْ الموضوع كقصة....يا ألهي ما أجملها والأجمل إنها وأنا بمضمون ما أقرأ فيما كتبتْ...:

شكرتني جداً على إعطاءها الفكرة البديعة!!

لكن ما أفلَت زمام عينيّ وأصابني بالصمت والذهول جملةٍ من سطرين في تلكَ القصة والتي ربما اختصرَتْ ما لَم أجد له وصفاً بكل حياتي لحالتي معك،

بل صممتُ لا إرادياً حين قرأت تلك الجملة في أن أصنع بتلك الكلمات تمثالاً

لا أعرف أينَ وكيف سأنحته أو أضعه...

كتبَتْ تقول:

( كانا بديهية لم تكفي كل نتائج الكون لإثباتهما باستقلالية موثقة...فكان لابد لهما أن يتشظيان لأكثرَ مما تحتويهما أرض أو مدينة أو بحر أو جبل ، وعليه كان لابد أن يتيهان للأبد)


وأستغفر غربتي...

نعمتي الأُخرى

وسياط عيون الخلق بمهجتي

للحظة ظننت بأني بظلك

ب يكفي للآن من الشرود

و بأنت يا دار سأكتفي

بِ لأنسى كل الجراح

ولأقترب بأمان...

ب يا دهر كم كنتَ تعشق دموعي

وبكم تؤملني من الأحلام

وكم لأنساكَ يا منفايّ..وتَفي

سمرالجبوري

ليست هناك تعليقات: