السبت، 19 نوفمبر 2011

التحليق بوجد الروح







((التحليق بوجد الروح ))
قراءة روحية لقصيدة (صوتي يحبك)للشاعرة عنان عكروتي/سمرالجبوري


عطر الشموس عبيرها جالت تخط الدهر أسرار السؤال
وتـأنّت الوله المقيم بسحرها..أدراج ألوية المداد جمال
روحا تنشقت الوداد ووحيها .. إنسان يتلونا الجوى بدلال
وتزيد من ولع الوجود بلونها المتفرد الشوق الحنين جُزال

مداد الروح وأسماء الخلود..أدباؤنا وأصدقاء التميز وأهله....
يجتاحني مدى لربما انتم الألم به مني ألان وهو إنني وبدون اختيار مني او من احد يملكني شيء ما ببعض ما اقرأه بين فترة وأخرى
وعليه درجت ما اسأل أحد عن إنني سأكتب بقصيدته أو إنني اخترت كذا من بين كتاباته :حتى أكمل الموضوع ..وهذا لعدة أسباب..أولها إنني أريد أن أرى ردة فعل الكاتب أو الشاعر ...المُباشرة ورأيه في ما شرحت أو قدمتُ عن قصيدته:وهذا ربحي وحقي كناقدة و كشاعرة أتأمل دائما من أن أجد ردا أدبيا ك خاطرة او بعض أبيات وذلك باعتقادي هو الربح الأدبي الأكبر ...فحينما نجد المتلقي الأول يمتزج ويتفاعل مع ما كتبنا فيه نستطيع إدراك كميه اندماجه بنصنا اللذي كتبناه كردة فعل أولية عن نصه اللذي كتبه هو....وعليه نستطيع حساب ما أن نكون نجحنا في قراءة نصه أم أخفقنا في ذلك
ومن هذا المنطلق ..أقول.....لمعايشتي لتجربة الشاعرة التونسية (عنان عكروتي)شأن آخر..فهي صديقة أعتز بصداقتها أولا وثانيا أدركت ذكاءها الأدبي من خلال عدة مواقف ضمن ما قدمته لنا من قصائد ومقالات وبعض القصص الجميلة
وكنت استمتع مع كل أصدقاؤها وأساتذتنا بالكثير من النصوص الجميلة والمتميزة...ولكن وأعترف بأنني وللمرة العشرين:أجدني أقف باحترام وانشداد مختلف جدا أمام قصيدتها (صوتي يحبك)
فهنا أذهلني شيء لا يغيب عن خاطري وهو إنها اختارت وبكل ثقة أن تبدأ قصيدتها بقرارٍ منقطع النقاش بشكل مغاير عما تعودنا باق عُرف الشعراء والكتاب حيث إنها ابتدأت من حيث تعوَد وان ينتهون...وكأنها تتلوَ الإيمان بفكر الحب ومذهبية الخلود وذاك بحد ذاته انبعاث حقيقي وراقٍ لمحورية الأدب في روحية الشاعرة ...ولتمكن شخصيتها من جدارة وقع القصيدة
لنرى ذلك في هذه الأبيات:::

ذكرياتي عاهَدَتْ الصمتَ أن تَعيشَ فيها كل المدى

وآيات في العشق أقسَمَتْ للدهر... أن يُراوغها السُكُرُ كلما اقترب منها

الشوق
......... حُمّى الحنين.....تنتابُني كل حين

وصَبريَّ يتوضأ من طُهرِ:عَينَيهْ.....كلما مَرَّ بالذاكرة

عِشقيَّ لاحدودَ لهُ لو سألتم كُل مرايا الضوء عَنيَّ..عنهُ

واسألوا الروح عن نبضٍ وأبيه لا يعرف غير حب كبير لا ينتهي

وكما أدرجتنا طي ملامح ذاك الباذخ في بين جوانحها ...حيث رغم أنها توضأت بالطهر من عينيه بعدما تجتاحها حمى الحنين...وهنا تعتلي ركاب الذكرى فتحيلنا إلى مجد العربية الأول في دس العذرية المطلقة ماديا على حساب تحليقها بالوحي الروحي ...مع كل وصعوبة الزاد بل مع كثرة ولغو المزاد...لكنها أخذت أمر الحب بمذهب شفاف ابتعد عن المادية بجودة كبيرة فخطت لنا من وهج التفكر تلك الجواهر من التمتمات الأبدية


وأعود لأقرا مرة أعمق...حيث وعندما أرستنا وثبتت أفكارنا باندماج عفوي جاءت لتدركنا بالحقائق الملموسة والتي توجب متابعتها بعناية فائقة حيث نرتمي بين عتابياتها ووصف الحالة الوجدانية للوحي المشتاق للألوان في لوحات نبض الشاعرة....وهنا وفي هذا الجزء بالذات شعرت إن ما اقرأه ليس إلا ..بعضا من كل تفكير الإنسان الواعي لكل درجات اعتقاده وإيمانه بمذهب الحب الحقيقي والواقع برشاقة بين العفوية والنداء الفلسفي حين يتسرب روحا في العتاب والحسابات:ضمن مفهوم الحرية الفكرية مع عدم تناقض الفكرة الأساسية التي بنت عليها قرار التقوى بالحبيب حتى آخر نفس في القصيدة...بل وكما تقدم إنها أبدَعت بالربط الموضوعي رغم اختلاف طقس المقاطع بين الحين والآخر وأيضا جعلتنا نعيش فصول القصيدة كلها بكلنا معها بجذل وراحة رغم مألومية الفكرة ومضاضة العتاب حيث تقول:

طفلة َأعود أنا بين يديه أُداعِبَ الِصبا على وتِر التشهي..وما ترتوي

تقول:هَبني من الوقت لحظةِ أُصالِحَ بقايا طفولة علقت في مقلة ِالذكرى

ترفض أن تنطفئ

تُوقُد كلَ ليلٍ شمعةَ من نور أوصافك التي داهمَت ْ أوصافي

لتضيء في عتمة الوقت غياب الحضور..

فَينبثق ُمهرجانُ من الضوء ِ لِخطَواتٍ من السراب

يهدهدني الشوق و َيزرعني كلَ ليلة ٍورودا تُزهر ُوَيُعطِرهُا الفجر بِنداك..

وَحينَ تُشرِقُ الشمس أعود إلى جدار الصمت اللذي يَكسِرُني كُل مرةٍ

لِتَخبوَّ الرحلة...في الغياب

وهكذا وبعد قرار الاستمرار بكل ثقة وجدارة وبفصل عامر بشرح جوى الروح من تناقلات القدر وعميق العتب والتميز بالصراحة المادية لإسناد الأفضلية الأدبية للروح المتاخمة لمجد الحب والإيمان به ....ترجع وكأنها بدت تفتح بيبان اذرعها لتفخر بكل معنى الألم بل وتتعداه إلى الرصانة في تقديم ناتج الشوق من تلك الفكرة حيث تنشدنا بإجَزلَ ما يكون من الإحساس المعنوي الصارخ رغم انسيابية القصيدة بين أضلعنا...ليس إلا لتكتمل مع اعترافها القصيدة التي أعتبرها من أجمل وأجزل ما قرأت للشاعرة ولتونس العرب
فتقول:

هكذا أنا يا شوقيَّ اللذي نسجتهُ أنت حِلفاَ مع الليل قِصه..

تعاهدنا فيها على الوفاء

أنا مُلكُ لكْ والليل مَلِك ُ على صبابتي التي تولد معكَ

كُلَ مرةٍ من جديد.....

عنان عكروتي 21.9.2011
وأقول:أوَ يملك الليل غير من والاه حبا وطاعة
أم من يغره النهار بالألوان المتاعة؟؟
وما ذاك المعاتب حيث اعذلنا الشجاعة
والكون مصراع الضلوع بين نبضين:باتساعه
فهنيئه الليل أبجديتك الحرّى وقلبك في شياعه
وهنيئا لعيونهم قارئيك
هذا ما أحببت أن أقدمه في شاعرتنا وزميلتنا :عنان عكروتي ولكم احبتي الحكم والقول وكل احترامي


سمرالجبوري

ليست هناك تعليقات: