لرذاذ الأمكنة
لنعود لرذاذ الأمكنة الرواية
التي لم أكملها للإن شغفا باحتواء كل معانيها التي ما إن بدأت بقراءتها
أخذتني لما ابعد من سطحية القراءة وتسلسل السطور...فحين
بدأت الراوية بنثر الوجد المضبب بحيثيات متمكنة من شوق الروح
للوجود...التفت الى انني وبلا اتخاذ قرار بأني لن استطيع الهروب من هذه
الرواية طويلا فقد استلهمتني من أول معاني بابها حيث تقول: "تاهت الابعاد
والأبعاد.قطرات من الندى تستلمظ آخر زيحات ليل كئيب.سحاب خفيف يجوب أحرف
الكونفي عزف يَشي بالتمطط المتلبد...تسوق مروقه بقايا أحلام تسلل من بين
الوسائد، أطياف ترتع بعيدا في طقوس ذاكرة ماردة تأبى النسيان....." فبدأتُ
وكأنني وهبت نفسي لأتمعن صبرا للآتي.....الى أن وصلتُ لقولها:"مهما تبرجت
السياسة في رحاب الانسانية : فإنها تفقد بريقها ومشروعيتها متى أسقِطت من
حساباتها انسانية الإنسان" عرفت بأنني بمنسك يتعدى القصة والرواية
التقليدية الى إيحاء جمهرة الأحاسيس وتوثيقها طبقا لإنسان عاش
بفترتين..وفترتين أخريين فهنا وجدت الكاتبة تعتني بذكر شذرات لابد ان نلتفت
لها فيما بين السطور حيث وصفت ماكان يعني أن يعيش انسان بظل عدمية الإنسان
كما كان قبل ثورة تونس وأيضا لتميز بين الشعب الحقيقي والذي هو ثابت الوجه
في الحالتين أن فيما قبل الثورة أو بعدها مع التخلل الواضح لانسانية الوجد
في جمال ضمها لعروق ونبضات الروح في الحب بين صفحات الرواية ....لهنا
وأعتبر نفسي ماقرأت بعد....فهنيئا لنا هذا الألق والحضور الطاغي بمنسك
الإبداع والتميز .............................
سمرالجبوري/22نيسان 2013م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق