معرض الفنان منقذ سعيد

الفنان منقذ سعيد:منقذ ناجي لسعيد العزاوي

مواليد بغداد _حي الربيع 1961م

درس النحتوالعمارة الداخلية في كلية الفنون الجميلة ـ جامعة دمشق وتخرج فيها 1983، أكمل دراسته
 العليا في النحت في هولندا حيث يعيش ويعمل متنقلا بين اوتريخت هناك ونيويورك ودمشق وبيروت.

أقام الفنان الراحل معارض
شخصية ومشتركة في عواصم عالمية وعربية وحاز على جوائز مهمة في هولندا وألمانيا
 وصمم جائزة الثقافة الهولندية عام 1997 وجائزة الثقافة الإسبانية، صمم نصب جريدة النهار البيروتية ،

 

كتبوا في منقذ سعيد

 

*ملتقى صحنايا_

*النحات العراقي العالمي منقذ سعيد ( اسس مرسمه في صحناياورحل )

تمّ التحديث ‏منذ أكثر من سنة

النحّات العراقي منقذ سعيد يرحل في منفاه 04/12/08 GMT 2:12 PM شارك اطبع ارسل التعليقات (3) بيروت – الرأي: توفي النحات العراقي منقذ سعيد في منفاه في هولندا بعد صراع طويل مع المرض استمر عامين. وقال صديق الراحل لبيد سعيد: توفي سعيد في شقته في مدينة أوتريخت الهولندية بفعل مضاعفات مرضية لم يستطع تجاوزها. منقذ سعيد، أحد أبرز النحاتين العراقيين، عاش 30 عاماً في المنفى، وتوقع له أستاذ الفن الحديث فائق حسن أن يصبح فناناً جيداً، حين رفضت كلية الفنون الجميلة في بغداد قبوله لأسباب سياسية. عرض سعيد بعض منحوتاته في بيروت في غاليري "أجيال" قبل سنوات. كان ينطلق في نحته من جسده، ويعتبر الفن علماً وفلسفة، فجسّد في أعماله صراعاً وهروباً من سقوط لا يريده، وصرخة بوجه العنف والقتل غير المبرر. تأثر الفنان بالنحات السويسري جياكوميتي والأميركي ألكسندر كالدر، لكن مسار أعماله تغيّر باتجاه آخر، فاشتغل سعيد على الفن المفاهيمي المعتمد على فكرة تستلّ نفسها من الأدب والفلسفة والشعر، فجاء معظم أعماله مستنداً الى نقطة ارتكاز واحدة، معبراً عن مغامرة مستمرة. نظر سعيد الى الحداثة على أنها سلاح ذو حدين، فاستعان بالموروث من دون أن يشعر المتلقي بذلك، واستخدم مادتين متناقضتين، البرونز والزجاج، لتجسيد التناقض... السلام والعنف، الضوء والظلام. تعبّر سيرة سعيد عن مسار منحوتاته. منذ كان صغيراً لم يشعر بأنه قادر على العيش ضمن محيط واحد فكان يفكر بالتحليق دائماً، بالتنفّس بحرية، إذ لم يسمحوا له عند مغادرته العراق في السابعة عشرة بالخروج من الحدود من دون موافقة الأهل، فشعر بأنه مكسور، وجلس في مقهى شارداً طوال الوقت يفكّر "كيف أخرج من العراق". حدث ذلك عام 1978، وكان أحد الجالسين يراقبه فاقترب منه وقال: "أنت تريد الخروج من العراق"، فأجاب سعيد: "لا. لا، سأرجع إلى بغداد"، لم يصدقه الرجل وقال له: "سأدلّك كيف تخرج من العراق. خذ الطريق الصحراوي وإذا أظلمت الدنيا ستهتدي بنجمة ضعها أمامك وسر باتجاهها. أحذّرك من شيئين هما الذئاب وشرطة الحدود. ستصل إلى حفرة صغيرة يمكنك أن تقطعها مشياً، تلك هي الحدود، وإذا خرجت منها صرت بأمان، صرت في سوريا. ثم إبحث عن أول ضوء تراه، ذلك هو المخفر السوري". وصل سعيد الى المخفر وقال لمن فيه إنه قادم من العراق. رأى شباباً يتجمعون حول جهاز لم يره سابقاً فيه أنابيب ممتدة في أرجاء الغرفة فسألهم: "ما هذا؟" فأجابوا: "صوبية". ذهب سعيد إلى دمشق وأكمل دراسته، كانت تلك الخطوة الأولى نحو باب الحرية التي كان يطمح إليها. ودرس في كلية الفنون الجميلة، آنذاك لم يكن يملك حتى "الفرنك" أجرة الباص. بعد تخرّجه بدأ يدرّس في جامعات اليمن ثم سافر إلى جيبوتي والصومال وأثيوبيا وبعدها عاد إلى سوريا. في إحدى المرات كان يسير في شوارع دمشق فوجد ورقة روزنامة صغيرة مكتوب عليها أبيات لشاعر يقول: بلاد ألفناها... وقد يؤلف الشيء الذي ليس بالحسن... وتستعذب الأرض التي لا هوى فيها ولا ماؤها عذب لكنه الوطن... بعد أن أُسقطت الجنسية العراقية عنه لأسباب سياسية، أمضى سعيد حياته من دون هوية أو جواز سفر، فحمل جواز سفر مزوّر، وسافر إلى إيطاليا ثم هولندا حيث عمل وأتمّ دراساته العليا، وتركاً اثاراً لمنحوتاته في ساحات بعض المدن وشوارعها ومتاحفها. عاد سعيد الى دمشق ليستقر ويعمل فيها. فانشأ معملاً للبرونز، وأقام معرضاً دائماً له. وبدأ يسافر منها بأعماله شرقاً وغرباً، الى كندا وأميركا ولبنان والإمارات وموسكو وباريس ولندن وهولندا وبلجيكا وألمانيا. سعيد في سطور ولد في بغداد عام 1961. ـ درس النحت والعمارة الداخلية في كلية الفنون الجميلة ـ جامعة دمشق. ـ أكمل دراسته العليا في النحت في هولندا. ـ أقام معارض شخصية ومشتركة في عواصم عالمية وعربية. ـ حاز جوائز مهمة في هولندا وألمانيا وصمم جائزة الثقافة الهولندية عام 1997 وجائزة الثقافة الإسبانية "ثربانتس". ـ صمم نصب جريدة "النهار" البيروتية. ـ فاز بمنحوتة "القارئ العربي" التي أصبحت شعاراً لـ"كتاب في جريدة". ـ اقتنت غاليريات ومتاحف معروفة في العالم بعضاً من منحوتاته: متحف "فان ابو" ـ ايندهوفن، متحف "سبورا للفن الحديث" ـ اليابان، متحف "راين هاوسن بارك" ـ هولندا، "المتحف الوطني" ـ قطر، متحف "الفن الحديث" ـ الأردن.

 

 

 

*تشكيلات نحتية منوعة في معرض الفنان العراقي منقذ سعيد

جريدة الرياض/ الجمعة 27 ربيع الأول 1426ه

دمشق - ابراهيم حاج عبدي

    تشهد صالة المدى بدمشق معرضا للأعمال التركيبية للنحات العراقي منقذ سعيد، يضم مجموعة من الأعمال التركيبية التي يستخدم فيها الفنان مواد مختلفة، وتشكيلات متنوعة، وبعض التقنيات كالموسيقا، والإضاءة الليزرية لإيصال الفكرة المطلوبة.

إن هذا النوع من المعارض يجذب اهتمام جمهور خاص، وهو يتطلب استخدام أكثر من حاسة، ذلك أن الاقتصار على حاسة البصر لوحدها يجعل العمل ناقصا ومبتورا، لذلك على الزائر أن يرى ويصغي وان يعقد بين حاستي الرؤية والإصغاء جدلا ذهنيا، كما ينبغي عدم إهمال أي تفصيل مهما بدا ثانويا، فالمعرض بكل ما يحويه يقدم بانوراما شاملة لتاريخ الاغتيال السياسي في العالم.

المعرض يقترب من الطقس المسرحي حيث الأصوات، والموسيقا، والإضاءة، والحركة...وهو يرصد تطور طريقة القتل وأدواته، من السلاح الأبيض وصولا إلى المقابر الجماعية والأسلحة الليزرية، والفنان يهدف من وراء ذلك إلى إطلاق صيحة احتجاج مؤلمة ضد الظلم والقمع والاضطهاد في سعي لتحطيم قضبان السجون، وتوسيع رقعة المساحات الجميلة في الحياة، وكأنه يقول بالتشكيل ما قاله أدونيس بالكلمة: «عش ألقا وابتكر قصيدة وأمض...زد سعة الأرض».

واللافت أن الإبداع العراقي، عموما، في اللوحة، والنحت، والقصيدة، والرواية، والأغنية...يأتي دائما في رداء من الحزن والحنين، وفي لبوس الوجد والأسى، وكأن هذا الإبداع يحاول إعادة إنتاج ملحمة جلجامش ويوثق لصرخات الثكالى في أرض السواد...

ثمة تراجيديا حاضرة في أي إبداع عراقي، ومنقذ سعيد لا يبتعد عن هذا المسار، فهو يستحضر عبر الصور رموزا عراقية عانت من المنافي مثل الشاعر الراحل عبد الوهاب البياتي والشاعر سعدي يوسف...ويحاول الفنان أن يقول عبر هذه الرؤى البصرية المتنوعة: حطموا الأقفاص لكي تتحرر الطيور...دعوا الفراشات تعانق الزهور...دعوا الفرح يتناثر على نوافذ الروح التي تعبت من رائحة الدماء وهدير الموت.

 

 

 

 

*رحيل الفنان التشكيلي العراقي منقذ سعيد.. حياته قصة تروى

 

صحيفة تشرين/  15/12/2008

 

 

قبل أيام سمعت الخبر الحزين: رحل الفنان التشكيلي العراقي منقذ سعيد في هولندا.

سمعت قصة حياته وجهاده وإبداعه. منه مرات كثيرة، وكأن اعوامه القليلة كناية عن مغامرة ستخرجه من بطون الكتب، كان شاباً في مقتبل العمر حين تقدم للفحص في كلية الفنون الجميلة في جامعة بغداد عام 1978. نال أعلى علامة وضعها له التشكيلي العراقي المشهور جواد سليم. لكنه لم يقبل لاسباب سياسية، ثم بدأت رحلة مطاردته، وكحال المئات من المبدعين العراقيين وجد ملاذه في سورية، فاجتاز الحدود إليها في ليلة معتمة في مثل هذه الأيام من كانون 1978. وفي دمشق بدأ جهاده الأكبر لتأمين لقمة العيش والدراسة في وقت واحد. ‏

حيث قبل في كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق، وحتى وفاته، كان الكثير من الناس الذين يعرفونه أو يسمعون باسمه يعدونه فناناً سورياً، وبعضهم يحسبه من فلسطين، لم يكن يعبأ بهذه التفاصيل. قال لي ذات يوم: حاولت ان أدفن ذاكرتي. لكني فشلت. كان ذلك مستحيلاً. لأنه بدأ إبداعه في رسم مدن اسطورية ساحرة من طين دجلة مأخوذاً بقول المتنبي:

إذا غامرت في أمر مروم.. فلا تقنع بما دون النجوم ‏

اجتاز الحدود وهو يردد هذا البيت، لكنه في مصادره الاخرى كان متصوفاً عاشقاً، وجد لنفسه تفسيراً خاصاً للتصوف، وهو مصطلح يعتقد أن أصله من الصفوة وليس الصوف، وربما لذلك جاهد ضد مرض عضال أكثر من عقد من الزمن، وكان جل ما يخشاه، ان تتيبس أصابعه. قال ذلك لي، في بوح فيه صمت كثير وكلام قليل حين أشتد عليه المرض. ‏

كان الراحل، يمتلك رؤية فنية فريدة، فجميع المواد الموجودة في الطبيعة بالنسبة له صالحة للتشكيل، وكان هاجسه وهو يعمل في مواد قاسية، أو مرنة الانسجام حتى الماء كان مادة صالحة للتشكيل وقد نفذ فكرته هذه بالفعل. واقتنتها وزارة الثقافة الالمانية. ‏

كان جاري في السكن، لكن الجلسات معه قليلة. كان كثير التأمل والصمت، قلت له في إحدى السهرات: اتعرف يا منقذ ان العشق مثل قميص النار اذا ارتديته أحرقك وان رميته شعرت بالزمهرير؟ وعلى غير عادته صرخ: انت تتحدث عني، فاضفت لكلامه: وعن جميع العشاق.

كان الفنان الراحل من اتباع محيي الدين بن عربي، فالتشكيل بالنسبة له مادة علمية صوفية فلسفية، فما دام كل شيء يبدأ بنقطة كما يقول ابن عربي، فإن انسجام الدائرة يمكن ان يمتد لكل الاشكال دون استثناء. ‏

لهذا دخل منقذ سعيد حقول التجارب المتعددة، لم يتبع مدرسة محددة، فكان مدرسة بحد ذاته، تم الاعتراف بها في اوروبا على نطاق واسع، ونال جراء ذلك جوائز عالمية كثيرة، بما في ذلك من «اليونسكو» لتصميمه غلاف كتاب في جريدة، الذي يطبع في الكثير من الدول العربية، بنسخة شعبية مجانية توزع مع الصحف التي تقوم بطباعته. ‏

كان غاية في الحساسية إزاء الحفاظ على صفاء سريرته، وحماية ذاكرته، في عام 2003 بعد الغزو الامريكي للعراق قال لي: سوف أزور بغداد. قلت له: سوف تصاب بصدمة. قال: سأحاول الإمساك بجذور ذاكرتي، عاد من بغداد بعد ثلاثة أيام، قضى يومين منها في الطريق(!). سألته ما الذي حدث؟ صمت لوقت طويل، ثم أجاب: هذه الرحلة صححت في ذهني الكثير من الافكار، لا أدري ان كنت سأرى بلادي كما اشتهيها. ‏

مات الفنان منقذ سعيد. ذهبت الى منزله في صحنايا، حيث حول قسم منه الى غاليري للفن التشكيلي ويحمل اسمه. وجدت الابواب موصدة وشجيرات حديقة المنزل ذابلة. حيث كان يهتم بها، وكأنها أطفاله. ‏

قبل سفره للعلاج في الصيف الماضي زرته وكان في حالة جسدية سيئة قال: هل جئت تلقي نظرة الوداع؟ افزعني هذا السؤال. أجبته: لقد قاتلت منذ كنت يافعاً. أنت قوي ولا أتوقع ان تخذلني. ‏

كان صباحاً حزيناً حين سمعت النبأ، كالسماء عند غروب الشمس، والغيوم البيضاء التي تستعير لون الذهب. لم أعد أسمع منه عبارة: حين تسرق الغيوم لون الذهب؟. ‏

 

*فاروق صبري _دمعة العراق على غياب منقذ سعيد

 الحوار المتمدن-العدد: 2488 - 2008 / 12 / 7 - 09:41

 

 وقفة الابداع
منذ بدايات القرن التاسع عشر وإلى يومنا هذا سجل الفن التشكيلي في العراق حضوراً ابداعيا ومعرفياً واتسم بعطاءات متفردة ليس لجهة ولادة وبروز التيارات والمدارس والاجتهادات – بغداد للفن الحديث ، البعد الواحد ، واقعية الكم- وانما في سياق تواصل وولع الفنان في بحثه وتجريبه وفي اصراره على خلق بصمات خاصة تميّز تجربة فنية عن الأخرى وفنانا عن الثاني الذي سبقه أو جاء من بعده وهذا التميّز كان على المستويين الجمالي والفكري.
ورغم ظروف الاستبداد والتدجين والحروب ارتقى الفن التشكيلي داخل العراق ، انه كذلك اعتلى بوابات الابداع في الشتات مطوّراً أدواته الفنية ومجددا هواجسه ومقدماً منجزات فنية لم تفقد هوية أرضها الأولى وان بعدت عنها جغرافيا وتأثرت بمحيط أرضها الثانية وبيئتها الاجتماعية ومنظومتها المعرفية.
ومن المعروف أن تلك المنجزات التشكيلية قد أثارت سجالات وتساؤلات في الاوساط الثقافية العراقية والاقليمية والعالمية وحصل الكثير من مبدعيها على فرص متميزة لعرض نتاجاتهم في المعارض والمتاحف والصالات المعروفة في العالم ودرست ومع تنظيراتهم وأفكارهم واجتهاداتهم لها في الجامعات الفنية الكبرى بالاضافة إلى أن بعضهم منح جوائز مهمة في عالم الفن التشكيلي وفازت أعمال البعض الأخر كنماذج لجوائز تمنح في المهرجات الثقافية والفنية ويمكن هنا أن نشير إلى النحات العراقي منقذ سعيد وعمله النحتي الذي فاز في مسابقة دولية اقيمت في هولندا في التسعينيات القرن الماضي وساهم فيها العديد من الفنانين الهولنديين والعالميين .
منقذ سعيد واحد من أبرز المجتهدين العراقيين الشباب في المجال النحت وبعد حصوله على شهادة التخرج من كلية الفنون الجميلة في دمشق عام 1983 ومن ثم حصل على شهادة الدكتوراه من جامعة امستردام عام 1995 تواصل مع اقامة معارضه في العديد من البلدان وفي كل معرض يقدم مقترحاً نحتياً بصريا جديدا ومثيرا للجدل وهذا ما هو ملاحظ في الكثير من منجزاته النحتية خاصة في في منحوتاته الزجاجية التي تناولت موضوعة الماء حيث ساهم بها مع تسعة من أشهر فنانات الغرافيك في فرنسا المنتميات لمدرسة "انفيرا أندو" واللواتي طرحت أيضا في نحوتاتهن موضوعة الماء وحضوره في الفلسفة والحياة.

وقفة مع منجزه
تتأسس أعمال منقذ سعيد النحتية عبر دراسة فنية دقيقة للكتل وما هيتها ، لعلاقاتها مع بعضها ، مع أرضيتها ومحيطها من جهاته الست ، الأمام ، الخلف، اليمين، ألشمال ، التحت ، الفوق ، والتي تتشكل كمنظرات فراغية مدروسة بعمق وتنوّع يتيحان للمشاهد حرية اختيار المنظور الذي يتطلع من خلاله الى العمل النحتي وأيضاً يحرّض سعيد المتلقي على ابتكار فرص للتأويل والتساؤل وكل ذلك في محاولة منه لخلق حالات من التحاور بين المنجز والمتلقي .
في منحوتات منقذ سعيد يتكأ الفراغ على الكتل وتجذب الكتل وفراغها العين كما الموسيقى في صمتها تحاور الأذن وفي ايقاعاتها تناغي الصمت ، هي تجاذبات وتداخلات تتجلى خلالها عبر تواصل هاموني شفاف تنطلق عبره كتل سعيد النحتية وفي انطلاقتها تُشعر الرائي وكأنها تريد الانفلات أو الطيران أو الابتعاد من قاعدتها ، محيطها ، فراغها وحتى من عيون مشاهديها والذهاب إلى مكان أخر ، إلى فضاء مختلف .
في معظم أعمال منقذ سعيد النحتية ثمة اشخاص يحاولون ارتقاء ن او يرتقون السلالم ، الفراغ ، الكراسي ، الأعمدة وبعضهم يتعلق أو يريد التعلق بجانبي أنصاف الأقواس واذا كانت ملامح هؤلاء الاشخاص غي مشخصة أو معتمة وبنائية أجسادهم هادئة أو مقبلة على فعل غامض الا أن حضورهم المعتم والهادئ والغامض يوحي بإضطراب أعماقهم وبعلاقتهم المربكة مع محيطهم وكأن منقذ سعيد أراد بهذه الصياغات ، البصريات النحتية أن يصوغ ويصوّر توتره الداخلي أو يخفف من ذلك التوتر ويقيم علاقة فيها شئ من التوازن مع محيطه الانساني.

وقفة الضياع
حين سمعت خبر موته غنيت فجيعة العمر المضاع
لم أتردد بتسفيه تساؤلات معادة وتعاد
متى وأين وكيف ولماذا مات منقذ سعيد
لأن سؤال الموت العراقي كان وما يزال مختنقاً بحشرجة وونين الدم
ولأن " كيف" أضيق وأحمق حضوراً في مشاهد توابيت العراق المعلنة والملعونة ّّّ!!!!!!
ولأن زمان موتنا بات كل الأزمنة
لأن مكان موتنا صار كل الأمكنة

دمعة لغيابه
في عمر قصير وقصير جدا
في زمن ضيّق وضاقت به وفيه الطرقات
في سفر مبعثر ومعتق بالخيّبات والأحلام
تزاحم منجز الفنان منقذ سعيد عبر معارض اقيمت في العديد من البلدان الا في وطنه الذي غاب عنه في لحظة وداعه الابدي
فهل يبخل العراق أن يسكب دمعة لرحيل ابن مبدع له وهو الذي تسفك دموعه ودماؤخ كل لحظة ّّّ!!!!!!!!!!!؟.

 




















 

ليست هناك تعليقات: