(منظومة رسائل بدون رد) (26)
(منظومة رسائل بدون رد)
(26)
((رسالتي العتيقة))
حبيبي....
لبعض اللحظات في عمري نكهة تشبهُ رائحة الصندل في الخشب...كلما تقادم عليه الزمن ازداد عطرها التصاقا وثقة في قلوب الناس....
لا أدري لما تذكرتُ كيف كان أبي مولعاً بتعتيق بعض الوريقات الأثيرة في
نفسهِ....كان يلونها بألوانٍ من الزمن البعيد...ويرسم عليها بعض الكلمات
التي للآن لم أستدرك معانيها :كان يجيد عدة خطوط ينصها بحذر على تلك
الأوراق السمراء....كنتُ أسألهُ...لما تجعل الأوراق عتيقة؟!..فيرد وهو
يبتسم:(لحاجة في نفس يعقوب)
_ هل طلب منك ذلك؟
فينظر رافعا رأسهُ إليّ وكأني غصبتهُ من انهماكهُ بتدليل تلك الرسائل
ويطيل النظر حتى يستقر بكل عيوني فيقول:(أنتِ مَن سيخبرك يوسف عن هذه
الأوراق) كفي عن المراوغة وإلا ها..
_هل تعرفهُ؟
_مَن ......وهو مستمر مع الأوراق...
_يوسف
يبتسم من جديد بنصف فمه بجانب واحد من شفتيه وكأن في ابتسامته شيء يضمر
شيء أكبر...وأجابَني دون أن يرفع رأسه هذه المرة وبدون الكثير من
المبالاة...
_ نعم أعرفهُ...وأنتِ؟ هل تعرفيه؟
_ ..هو ولد جميل..أحلا مِنك..
يرفع رأسه من جديد ويرد بسرعة...
_أحلى مني؟ زين...وعد مني يا سمرا أني سأكون هناك.....وهناك فقط لننظر من الأحلى...أنا أم يوسف؟؟
_ هل أكملت الورقة؟
_تأخر عن الجواب بلفها ويهتم بترتيب الشريط الذي يشدها به ثم:رماها لي وقال:
_ نعم هاكِ هذه كتبتها لكي خبئيها لكِ وحدك...
_ فتحتُها أمامهُ لأنظر في ما عودني أن لا يخذلني أبدا بما يعطيني.....
_ما فهمتُ منها شيء يا أبي..
فقام وهم بالذهاب ...وقال وهو ماشي
_ ستفهمينها عندما تصيرين أعقل..............،
لما يا أبي....
بنيتَ في روحي لما بعد الجمال ..
مدنا تُشيدها لأدرِك مهجتي
أنساب كال(مشحوف) والبَرديْ :جنود لا تنام...لأقرأ الوعد الحبيب بغربتي
لما كنتَ أجمل.....
كم : أنت أجمل ما رأى قلبي وحضنك مؤئدي
والشوق أكتُمني ببُعدي والغرام
أوَ ما تُعيدُ وذا الكتاب أمانتي ...
اقرأه في بغداد من بعد السلام
وقل لهُ...يا أنتَ يا مَن صِرتَ في عين ابنتي..
تَكُن بخير...إن أنتَ تبقى أشيَب الليل التمام
وقل لهُ إني بقربك يا أبي.....
بجانبي خير الأمانة قلبها...مستودعك
سمرالجبوري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق