الجمعة، 9 ديسمبر 2011

((عظيم الشهادة في أنامل الحقيقة))










((عظيم الشهادة في أنامل الحقيقة))
قراءة تقريبية لقصيدة(عرسٌ مثواه دجلة)للشاعرة الأستاذه فاطمة العراقي 


سيبقيني الكون هنا ...
وجدَ الصُدود الغابرات
حزن الذمام على شفا ...
وصدورهم معنى الغُلاة
تبايعوا رسم السماء بوجه طفل قد غفا...
يا كم و أين..إلى متى؟؟؟
يحلم بأغنية الشباب 
بدون ذكر للتوابيت الخضاب
أو تاهَ عمر كم هفا 
للعيد والفرح الصغير
غدا صغير يا أُبُات 
غدا نكلمهُ فُتات
يا فرحة المظلوم ما ردَتْ إلينا نظرة نُمسي بها ونقول ردي يا حياة
و لربما العبرة....
قَرّتْ بأن الموت...مضمون الحياة...
ولربما...
لاشيء ضَلَّ مغايرٌ طبع السمات
وهج ونور من ثنايا شمس حيف الطرقات
ماذا جنينا ؟؟
و ماجنى اسمُ العراق ؟؟؟....
وفواصل الكون المهيب توجَلت...
ترجو عناقُكَ كُل آت
يا دائم الصلوات يا مذبوح دهرك ...
ادمعا فاضت بكَ الأنهار دجلة الفرات
يا باذخا 
وطنَ القلوب الناظرات
يا ذاك نحرك 
أحرف المهيوب صَبركَ
كبرياؤكَ والثبات

سمرالجبوري

وللأقدار منسوب ومعلوم واستدراك لمحوا وقوعها وأيضا شمول الحيثيات المنسقة البوادر والأهداف ...لِكون أن نقول أو نعلم بأن شيئا ما قد حدث...
ومن مواجيد تلك الأقدار ما إن نذكره فقط....نشعرٌ بما ليس يسعنا إلا أن نلعن هذا الزمن أو تلكم الحيثيات المتجمدة كالإثقال فوق أفئدتنا والمخترقة أفكارنا بكل معنى الاختراق .....حتى لَ بتنا نعلم ومتأكدين من دناسة مجرد الفكرة حول جانيها وصانعيها والأمض....العالِمين بها الواقفين أما مؤيدين....أو صمٌّ بكمٌّ بل هم أضلٌّ سبيلا.......
يا أحبة الحقيقة وذمة الأدب الوجوب:
لو كان للمرء أن يخفي ما يجيش بروحهِ من حزن واسى...لكان الأجدر أن يخفي نفسه عن الوجود.......لأننا بكل بساطة خلقنا لنكون وليس لنستبق أو نحذف بعض الكون......ومما راع كل الوجود أرضا وسماء بما لم يجري مثله على احد...تلك جريمة العصر بل جريمة كل العصور والتي حدثت في بغداد تحت عنوان سيبقى لمدى الحياة محفور على صدور من سمعوا بها وعرفوا فصولها وهي جريمة(عرس الدِجيَل)
ولست هنا لأبين تقاعس الحكومة من مبدأ ماقبل وقوع الجريمة حتى اسدال فصولها التي إن بان فقد بان منها مالا يسد رمق ربع الحقائق المفروض عرضها وأيضا اللواحق التي لابد من الوقوف عند البت والقرار فيها.....لكنني أريد وبكل ثقة وجدارة أن أبين الوقفة المهيبة التي استقل بها أدباء العراق وكتابهم في استدراك الحدث وتولي مهام التوثيق والإعلام المفروض والمبدع لتبيان كل الحقائق رغم كل الصدود وقلة الخيارات.......وأخص بالذكر هنا...كاتبتنا الشاعرة السيدة (فاطمة العراقي)..
حيث رائعتها الأبدية
((عرسٌ مثواه دجلة))
عنوان لا رتوج فيه ولا تقدير إلا من صفوة الحقيقة الدامية من همهمة الحسرات ...وليس إلا غير ما نشعر به الكل ،والكل واحد حول ذاك العرس المهيب بروع وفجاج جراحه وآهاته التي ستبقى بكل أعمارنا وما بعد العمر
فتبدأنا الشاعرة بالدمع المزهر في وصف تلك العروس التي تخضبَ يومها مابين الأمل كله وبين المجهول .....تناولُ من جمال وجودها الأبيض الذي لا شان لنا في اختيار الله لها بإن تكون مميزة الشهادة وأكثر الشهادات ألما على مر الدهور....وليس لنا في الغيبِ مانعلمه عن ماذا كانت تشعر وهي تقطع وتقتل الف مرة في كل ساعة ولحظة....ننتهي بأن ماذنبها وسؤال طال مداه حتى اجترء النفس على حناجرنا وكاننا ننتظر مازلنا ننتظر المزيد من الاجوبة :ولكن :ممن؟؟؟؟؟؟
تقول الشاعرة ::
همسا على شفاهها

شهب الليل لم تاتي 

فالوقت مازال ينتظر

الافول الممزوج بحمرة

خديها

حناءها

القدا ح المضمخ بوجه

حبيبها

يثمله الامل والترقب

يحترق به

ثلج فم عذري

المشتهاة
بالله وكم عشت في فصول تناغم احساسها بذاك الوجه النور من ذرا البراءة وكم نلتي بهذا الوصف ياشاعرتنا الف نصيب من الحيف بقلب كل شريف ينعى شرفه وغيور على اهله

ثم تنتقل بنا الى فصل انزال العروسين من موكبهما بعد خطفهما وكل من معهما فتقول:

وكانه الطف يلاحقها !!
نعم هو الطف
هناك ((حسينا ))
وهنا النشيج
والموت المحتم للعذارى
للطفولة
للشيوخ 
ودجلة 
الراقصة للفرح
ترسم هودج ((الزفة ))
سلاما عليها 
سفح الخصيب
وهوت الرقاب
مثقلة لقاعها
سفح الخصيب
على شطانها
وئد الرضيع 
بكوثرها
صرخت بكل موجها
والدمع لالىء
تقطرها الأرجوان
ومن هذه الرسوم المصطفاة بدقة نجد....ان القافلة صارت بيد الإرهاب منذ اول نزول العرس ابتداء بالتوجس والريبة مما اختلف في مقادير الأبرياء وصراخ النهر والأرض الكتومَين حتى الفناء.....مرورا بالبدء بقتل الرجال والأطفال ورميهم بطريقة لم يشهد لها التاريخ مثيلا إلا في كربلاء حيث عمد إلى التمثيل بجثث الشهداء وقتل كل من كان مع الحسين وأهل بيته ...وما أشبه اليوم بالبارحة.......ما أشبهك يا عرس الدجيل بطف كربلاء .....وزن موزون على عاتق التاريخ حيث الكبار للكراسي والعمائم للا وجود.....مااشبهك يا(فراس الجبوري) يا عار العشيرة واهلك والوطن بيزيد بن معاوية وعبيد الله بن زياد.....ومااشبه من معك ببني أمية.......وما أشبه السكوت عليكم رغم إعدامكم بسكوت الشياطين.......
لنرجع لقصيدتنا الأثيرة وحيث تستمر (فاطمة العراقي)بكل ما أوتَيت من قوة لتمضي بفصل سرد الواجب من التفصيل بنحو رائع وكمال إحساس ...والله آلمني أن تتألم شاعرة لهذا القدر والشعور بالمسؤولية ورغم ذلك تكتب ما عليها بتلك الروعة والإتقان......نعود لنكمل لواعج وخفقات نبض العراق الحر اللذي لم ولن يرضى بمثل تلك الأفعال المشينة بكل الأعراف والقوانين الدولية ......

مذ الف عام
وهي تسرج للحزن
عيونها
وحنينها
اواه دجلة
واليوم
تحتضن العذارى 
وطهرها 
يقمطها الباغي 
بكل خساسة 
وخنا
لله درك 
واولاد ك

صرعى بضلوعك
فازبدي ..الراكد منك 
واقذفي حمما 
توصم جباههم
بالعار
بالرذيلة 
سيدون كحلها
الدامي 
والمرود سيوف
الخائبين . 
باهلنا .
فاطمة العراقي
نعم يا قديرة الموقف والارتجال الأبدي ....هنا وحيث نقرأك ونسبر غور مفاهيم نطلقها للكون كردة فعل تلقائية لما يحدث في العراق....وليس بعيد عنه مايحدث في كل وطننا إنما نرتقي بالحقيقة التي اخضعتينا بكل يسر لترتقي معها أنفسنا ولينجلي الضباب المكثف عمدا عن تلك الاحجيات المفتعلة ممن يريدون إخفاء الإرهاب تحت طيات العناوين الإسلامية والتدين فأفتوا بتأسلمهم بقتل كل الرجال والأطفال...واختصاب النساء.....بل جازوا لأنفسهم أن يفتوا (باختصاب بنت عروس لأكثر من 30 مرة وقطع أثدائها بمنجل أعمى أمام عريسها) تحت عنوان(الجيش الإسلامي) والمفتي:غريب عن الوطن والجاني......يحمل هوية المنظمات الإنسانية والدفاع عن حقوق المعتقلين.......
والتهمة....إنهم من الشيعة فقط
فبأي الأعراف وبأي قانون ودين حصل أو يحصل مثلما حصل وحدثَ فينا وهل بعد فجر الحقيقة من التباس؟؟؟؟؟غيرَ إننا وكل عراقي شريف شيعي كان أم سني أم مسيحي أم كردي أم أي من أي شيء....لا نرضى وليس من عاداتنا وأعرافنا ولا أي مما نسمع ونسكت......لكنه الغريب وأزلام القبح والشيطان ممن تربوا على جماجم الأبرياء والعملاء ومن وراءهم أولا وأخرا الاحتلال ومسانديه من الأعراب 

ولن أزيد أكثر مما نعرف وتعرفون ولله الأمر كله 
ولشاعرتنا المجد أقول.....كنت خير مثَلِ لخير محبيك والحقيقة.....وأجدت ما قدمتِ إبداعا ووجدا حتى تغلغلتنا الحروف وباذخ الوحي المميز بالنقاء ولقلبك النصر الأبدي.....وليديكِ ألف وردة أمل ننتظرها أن تنثريها على وجد السلام بغداد لكل قلوب الكون
سمرالجبوري

ليست هناك تعليقات: