من هناك حيث الآهل للبسطاء....حيث شعر القلوب في كنف الفقراء ....حيث ابتهال يصلي للوحدة دون ثناء
....روح وقلم وإيمان ...بان الفجر يوما سيشرق....من هناك ولد الإباء والتسربل في روح كل محبوب....
ليكون فقط ما يجب أن يكون ....إنسان وشاعر.
....علمتنا دروب عشق القوافي والسطور ان تجمع التشبيه والوصف بما تيسر لكل شاعر
من وضع خطوط معينه ترصد حبكته وجدارته في تعيين قصد مايروم،
ولكن لما كان من اختلاف في الأذواق وشؤون التقديم يأتي علينا حين من الخواطر وكأنها
تبدو لغير كون او لغير مجرة وهذا ما شعرت به من خصوصية معينه في قراءاتي لشاعرنا
الملتهب العشق والتجسد بالود والتواضع في كل مضامير الهوى....
نعم بل والا ليلفت قريحتنا شيئا ما وهذا هو الميسر لما قد نكون لنجول به بحثا عن شيئا
ما بكل ماقد يحويه اسم او لقب.
(هشام المعلم )
حين قرأت خواطر الشاعر بدا لي اكثر ميلا للبوح المبسط لكل من حوله من محبيه وهذا
ماجعلني أتربص بماسياتي من وجد قصيده حتى انكشف مانريد ....فالتخاطر بينه وكل
الكون مفتوح أغر كما يشتهيه أي متلق وأما سحر قوافيه فسأحاول تشكيل عباراتي
من بعض مااشعر انه
قطعه من وجده ليرسم مثل تلك القصيدة الرائعة
(شقوق النور)
حيث بدأ شاعرنا هيام الروح فيه ببداية مقنعة وناجحة لايشوبها طيف اختلال ليفلتها من وهم
الواقعية...بل اراد لها أن تبدأ بما يغيث كل إرادتنا لنرحل مع تلك الترددات التي اشعر ان اصدائها
تمس الأرواح لتصل ونصل لما يوجع من الهمس الخافت حيث يلقي:
آملة كشقوق النور..
راقصة كفراش الضوء..
…في ليلي الأزرق
حيث تلاحقني أسراب الخيبة
..متشحة بسواد الفرقة
..تغالب منفاها
..تتسربل إحساس الغربة
..و على متن فراش الضوء..
تتفانى في عرض فاتن
ثم نعود لنأتي على فصل أراه قد اكتمل بشجب الماديات بأشكال شبهها الشاعر ليدرك نزاع الروح مع كل
مايمكن أن يصيبه من داء يلم بمعنى الأرواح فينطلق غاضبا يشدوا انتصار الحلم في متاهات الحياة ليصل
بنا إلى كنه معنى الخلي عن كل ترهات الوجود في الحب الخالد مقابل بعض الآمال والترقب الصعب...
وأقول أن ذاك فصل يأخذنا حيث ترامى الحلاج أمام أبو بكر ألشبلي فكان الأخير يعاتبه
(أما نهيتك ياحلاج أن تأخذ بما لاياخذه الناس ..أما قلت لك سيقطعونك
أربا...وأخيرا أما بشرتك بان عشقك سيكون هو الأجود ...هنيئا لك)
وحفيفا نعود لما نقصد وشاعرنا حيث يقول:
تتفانى في عرض فاتن
..أزهار قرنفلةٍ و تراب
..لم أتصور أن عليها أن تقطع حبل السر
..ليصبح في منأى منا
..عبث متناه في الخضرة..
لا تهديني سرب حمام..
قد أتأخر عنها كل مساء..
لا تهديني أعراس الورد..
أخشى أن يذبلها الوقت..
لا تهديني شيئأً مما يعرفه العشاق..
و لا مما حاكته يد النساج..
لا تتقرب مني بورود الليل..
و لا بأغاني الليل..
وهكذا يسخر من كل مالربما يكون هو الدواء لطرق الوصل في المتاح بالعرف....ليس تباهيا ولا تسلطا بقدر
مايكون نكران للذات في معنى يكاد ان نفقده يوما بعد يوم فيوقضنا مرماه على حلول تكون ازكي من بعض
تلك الزهور والأغاني الليلية التي نعتاش عليها لنلهم معها الصبر بتجرع ينهكنا فعلا، فليس للوجود في حبيب
الاوجودنا معا....ومن هناك يلتزم شاعرنا ببعض الحجج المنقطعة عن القطيعة المجزئة في إننا لربما يمكن
أن لانلتزم بما نتمنى ونريد بل الأجدى بنا ان نهيم لبعض مانشعر به وعليه فقد خلد الروح بدون تجزئة
الجسد...وبلك اكتمل فصل إنسان استطيع أن استشفي عدله وتميزه بما ينهي لدينا قصيدته الرائعة حيث يقول:
و لا بأغاني الليل..
أعرف أنك تنكرها عند حلول الفجر..
لا تهديني شيئاً مما يعرفه الباقين..
أكره أن يصرخ أحدهم في وجهي..
أعرف هذا..!!
يا صانع أشباح الليل..
تلك الطفلة تكبر..
و تطل على قلبي المثخن..
تتسربل
حرفي..
تتعثر ببقايا كلمات..
قالتها في اليوم السابق..
آهلة بظنوني..
عامرة بشكوك الشوق..
وأقول :إن تعثر الشاعر ببقايا ضنون الشوق لهو حق يربكنا في كل وجودنا في الحياة ....ليس الا لكون وجودنا
بعث للرحيل لوجود الحبيب .
اثني على حروفك ياشاعر واقرأ فيك التألق أللذي لا استطيع احتواء مجموعه الابذكرك مع اليمن العتيد وكأنك
تلك القلعة التي احتوت حدقاتها كل أمجاد مدينة تعز...تحياتي
سمر الجبوري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق