السبت، 15 فبراير 2014

لأنك عيدي


بين الأمل والأمل،
الأمس، واليوم...
و باقة ورد تاهت بين كفينا
وككل مرة أنتظرك تعود
تمسكني كقفازين يعريّان أصابعي
لأخيطك بالأنامل أسراب طيور..
تهاجر إليَّ من البعيد
كأي لون من لونيَن
كأي وردة قاني الظل معناها
تفتحت كابتسامة بقربك
كأي أمنية لن تبرح قلبي منذ ولدتُ ..
منذ مت لأولَد كل لقاء من جديد
بكل عيد كل أعيادي أنت
وأنا ال أشتاق لكَ كل لحظة و أحبك

سمرالجبوري
13/2/2014م

شعب الألبكْ

شعب الألبكْ
قصة_سمرالجبوري

أخذني الحديث مع أحد الأصدقاء وصفته على سبيل اللطف بأنه يشبه الألبكيين(1) سألني عمن يكونون ورحت أسترسل بوصفهم بأنهم شعب آخر يسكن مدنا تحت الأرض بعمق لا يمكن اكتشافه بسهولة ليس لأن مدنهم على عمق سحيق وإنما لوقوعها بين الظن والهاجس من كل المقاييس وأنه أقصد صديقي يشبههم بالشكل وبينت له بعض صفاتهم على إنهم قصار القامة نسبيا يملكون عيونا واسعة تبدو الأوردة الحمراء واضحة أكثر من لون المقل، لغتهم(2) واحدة تنطق غالباً بالغنة المتكررة من اللغة دون الحروف ،أطرافهم نحيفة لهم أربعة أصابع بكل كف، يتميزون عنا بأن لهم جنسين آخرين إضافة إلى الإناث والذكور وهم جنس له أجنحة تمكنه من التحليق وآخر له صفاق بين أصابع يديه وقدميه وأنف محدب يساعدهُ على الغوص في المياه، ويمكن لأي من الأجناس أن تتزاوج مع بعضها إلا الجنسين ألأنثى الألبك والذكر ذو الصفاق (3)فمن يُكتَشف إنه يحاول الزواج من الجنسين يعد مجرما وعليه أن ينفي نفسه حاسرا إلى ما بعد سماءهم الزهرية :إلى أرض الدخان(4) ليتحول فيما بعد إلى نبتة أو طحلب مائي تتساقط أزهاره أوراقا مكتوب عليها قصة المنفي تباعا في فصل محدد من السنة وهنا فقط نستطيع أن نعلم بوجودهم بالدليل القاطع والموثق بلغة تشكيلية تتركز في مسام أوراق الزهور على إنها وأقصد الرموز تختفي بغضون يومين لتأخذ الأوراق دورتها وتذوي تحت الأرض وتعود مطراً شفافا يهطل من سماءهم الزهرية المتلألئة فيما بعد والسبب لتلافي إنجاب جنس البرمائيين الذي حذر منهم الرب سيسال في كتابه ذاكرا ذلك في ستة أجزاء وأنهم لو ولد أحدهم سيتسلط على الشعب ويستعبدهم ، نباتيين لا يستسيغون طعما للحوم إلا إذا اضطروا لذلك للعلاج ،أدمغتهم متطورة أكثر منا بالنسبة لقياسات الزمن والمكان يجيدون التخفي ببراعة لكنهم بالمقابل لا يستطيعون كتم غنغنتهم المتلاحقة العالية التردد مما يكشفهم بسرعة أين ما كانوا ،يلبسون ثيابا محاكة من أنواع معينة من الطحالب النادرة الجميلة الحمراء والخضراء والمصفرة كل حسب عمره، لا يوجد بينهم غني أو فقير يتقايضون المنافع مع بعضهم البعض بشفافية وسلاسة
يشتركون بالميزة الأشهر وهي وجود منطقة عارية بقدر كف تحت رقابهم أعلى الظهر تشبه المرايا الهلامية تتلاعب بها أطياف ملونة من مزيج الضوء والألوان تتحكم بها أمزجتهم ومواسمهم الروحية، يعبدون رباً أسمه (سِيسال)(5) مسافر منذ أربعة آلاف عام ولا يؤمنون بالحكومات والتحكم بمصائر الشعوب بمعنى آخر هم شعب مكشوف النوايا لدى الجميع، يصنفون باسمين الشعب الأول والشعب المبعد وما بينهما توجد نقاط للتواصل إن دعت الضرورة فالشعب الأول يضم ألبنا الأساسية للشعب بكل ما يحوي من أساسيات الدولة ففيهم المعلم والطبيب والمهندس والطالب والمزارع والعامل والمسئول عن ملفات خلقهم ... إلخ
أما الشعب الثاني فهم المرتكبون للأخطاء كالغاضبين والمتأففين وأكلي الحجارة والشاربين لأكثر من حاجتهم من الماء والغائبين لفترات أطول عن بيوتهم والمتغيبين عن دراستهم وطبعا الذين يتصدون لأساتذتهم بكلمة ( غام) (6)، وجميع الشعبين لا يملكون ولا يعرفون معنى الأسلحة ولا يحبذون التنقل بعجلات بمعنى آخر هم شعب مسالم بالفطرة يحبون الشِعر أو ما يشبههُ وأسمعته ترجمتي لبعض الرموز المكتوبة في الورقة الثامنة من وردة الجوري الحمراء حيث وجدتها:
لا تأسى كثيرا ماروك(7)
لا تشُعُر بالشوق بعد الآن
دعك تسبح هناك بماء الشعب
ودعني تحت فوضى اختلاف الفصول
لا تأسى بعد الآن ماروك
لا تشعر بالشوق أكثر
لا تفكر يوما أن تلبس الطحلب الوليد
هنا الأجساد مكثفة بالعري
والأكف مكبلة بالأماني
اللغو أكثر غرغرة من رغاء الشعب الأول
ومحزنٌ أكثر من فجيعة الشعب الثاني
لا تأسى ماروك
أنا الآن تفسيرا لماض يوخز الهراء
يُعمِِدُ العشاق
ورسول يهطل بأمطار تبلل شَعرك الطويل
أمر بجمال السماء الزهرية
أنا الآن وردة حمراء لعشق آثم
أكتمه لك بين الرموز

هنا استوقفني صديقي وسألني: عن من يشبهه أكثر من الشعبين واخترتُ فعلا إنه يشبه الشعب الأول نوعاً ما لأن الثاني بدا أكثر هدوءا فلم يعودوا يحتاجون للغنغنة حيث كُتِمت بفعل الندم والشوق مما ارتكبوه واكتفوا بأجوبة أطياف الضوء والألوان لمعرفة ما يفكر بعضهم ببعض أما صديقي فما يزال يتطلع للتحدث لي عن قرب ربما ليطمئن لتخلل صوته المرتبك عبر عيوني الذاهلة بنمنمات كلماته العسلية، والأحرى :هولا يشبه الشعبين الأول والثاني إلا شكلا بل تكاد تنطبق عليه صفات شعب ثالث ربما سيأتي لاحقا.

المعاني:
1_ الألبك: اسم خيالي لشعب آخر
2_ الغنغنة: لغة تميل للأصوات الأنفية
3_ الصفاق: جلد مابين الأصابع
4_ سيسال: اسم رب الشعب وهو مقتبس من نبات صابوني يستخرج منه ليف الحبال يزهر نادرا وزهرته بلون بنفسجي وهو من عائلة الصبيريات الكبيرة
5_ أرض الدخان: هي أرضنا ذات السماء الزرقاء
6_ غام: استبدال لمعنى الوقاحة
7_ ماروك: هو اسم حبيب شجيرة الورد الجوري المنفية من شعب الألبك
11/2/2014م

أمنيتان تعتنقان الطريق

تغفو ربيعا يُزهرُ بالقصائد يُلهمني الحضور
وتزرعني ..
قصاصات أوراق تُحلّق بالمعنى بقلب العاصفة
تستلني فكرة بعد فكرة
تُغبِطك الكلمات...
و تُبَكيني السطور
كم أنا التائه بلا أنت
كالمَسّ يا غََبشة العشق المؤجل
كالموعد الضائع مابين الضلوع
أكنّا يوما هناك؟
كفي بكفك منذ ابتدأنا الرب حتى الرجوع!؟
سيان يا ليل أمرنا...
مشتاقٌ، و موجوعْ...
ورقة، و موضوعْ..
أمنيتان حائرتان تعتنقان الطريق

سمرالجبوري
10/2/2014l

انتظرك


أجيء

تنجزني ملامح وجهك المتداخل في الكلمات

يُكمّلنا الحبر أسماء..

تلعثمتْ بألوان الشتاء

تبعثرني على ضفاف السطور وتبعثرك

أنسى ..

يُذكّرني المساء والأشياء...

أمرُّ قصيدة بصوتيصَوتك

بعطرك بلونك الموسوم بلون الشمس

بـِ _أحبك وأنتظرك

  سمرالجبوري

4/2/2014م

الثلاثاء، 4 فبراير 2014

عيدهما وعيدي


عيدهما وعيدي

كأعمى لا يمكنه الحلم بقمر لم يره لم أكن أتذكر ما شعرتُ به ق.م.س، و لا يمكنني أيضا حساب سعادتكما حين صارت لديكما بنتا لكنني أعي جيدا وبصمت مدى ما تعرضتما له من ضغوط وغربة وشعور بالضياع كل تلك السنين وأنتما وحيدين بين الرجاء و الأمل ،
ربما لو كنت انجبت بنتا سأكون سعيدة، ربما،
لكنني الأسعد في هذا اليوم وأشعر بأنني أول بنت أنجبت أبويها صار عندكما سمرالجبوري وعندي أمي وأبي
صباح الورد الجوري يا أمي ويا صديقي اللدود

قالوا: كان يرسم فتيات بجدائل وشرائط في رسائله ويعطرها بقبلتين
قالوا بأن حبيبته كانت حزينة حين يسافر فتشعل لرجوعه شمعتين
قالوا بأنهما كانا معاً بذاك اليوم ينتظراني... بعد عشر سنين
اللهم بحق حبهما على قلوبنا أحفظ والدَيّ وارحمهما واكتب لهما الرضا الصحة والسعادة
سمرالجبوري
3/2/2014م

الحان شرقية


الحان شرقية
ككل الخطوط ممكنة الاحتمال
..تحفظ الكلمات طريقها المعتاد
على وقع الدوائر اللا منتهية..
بملامح نوتَة شرقيةٍ زرقاء
تغزلها أناملهُ الماضية...
ألحان تهرب بالغياب عن وجهه...
ليشرق المداد
يُطرز الليل بخيوطٍ تجز الظن عن الماضين
ينثر الورق الملون ببقايا اللقاء
يَدير مسجلة الذكريات المتقاطعة
ويبدأ رسم الأفق الآتي لِما بعد الضياع
كأنه يجادل الشعر بعطره الجديد
وكأن لذاك الموعد فَلَكاً تبرأ خلف الكون
ليكون عشقهُ الأوّل بعد الموت
كما كان قبل الحياة
سأل القوافي بلا صوت:
أتراها؟...
ستَعرفُني الآن مثل الأمس؟
هل سأبدو مرة أخرى..
بأطراف الذؤابات مُرتعدٌ من الهمس؟
هل سيبدو وجهها مثلما كان؟...
يستل عبق الجوري...
فتقرأني ربوبية: علَّمتُ باسمي المنائر والأجراس ؟
هل مازلت
وهل ...وهل..
فنجانا يتبع فنجانا...
ويغفو ككل ليلة
بعطر الوردة الصفراء أمنية بحضن كتاب

سمرالجبوري
29/1/2014م